احتفى نادي القراءة تادلسا بأكادير، الثلاثاء الماضي (18 نونبر 2025)، في فقرة جديدة من برنامجه "توقيع كتاب" بديوان شعري موسوم " ترقصين كطائر فلامنكو" للشاعرة مينة الحدادي، والصادر عن دار القلم 2025.
وتندرج هذه البرمجة، التي أطلقها نادي القراءة تادلسا ترسيخا للفعل القرائي، وإحتفاء بالأدباء والشعراء المغاربة، ضمن البرنامج الثقافي للموسم 2025/2026.
الكلمة الافتتاحية كانت لرئيسة نادي القراءة تادلسا الأستاذة "لبنى بلمعلم"، التي رحبت بضيوف النادي، وأكدت على أن الثقافة هي جسر للتواصل بين كل فئات المجتمع، شاكرة الحاضرين الذين لبوا دعوة النادي، مبينة الإطار الذي أتى فيه هذا النشاط الثقافي، والذي محوره تجربة الشاعرة مينة الحدادي وديوانها الجديد.
وقدمت تعريفا مقتضبا بالمبدعة المحتوى بها، التي صدر لها عدة أعمال فردية وأخرى في إطار جماعي:
"تأشيرة بكاء" و "تلك الخطى ليست خطاي"، "قراصنة يسرقون الحلم"، "جمالية الكتابة" وأخيرا "ترقصين كطائر فلامنكو"، أما الأعمال المشتركة، فقد صدر للشاعرة مينة "حين تبدع أنثى"، " تعابير قزحية".
شهد هذا الحفل مداخلة للسيدة السعدية سيدات، التي قامت بتقديم ديوان "ترقصين كطائر فلامنكو"، متناولة بمقاربة تحليلية جمالية الديوان وتيماته، قائلة:
" فالشاعرة ترقص بالقصائد على إقاع الفلامينكو وتدق بحزم مستميت على الجراح والانكسار بالقدمين الصامدين كطائر الفلامينكو، يبقى متصديا لرياح الحياة العاتية المضنية. تدق بقدميها على أرض الأحلام والأماني للارتقاء، للتغيير، وللتجديد ولتحقيق الأهداف، في أنفة وعزة وكبرياء".
عرف الحفل قراءة قصائد شعرية متنوعة من الشعراء والشاعرات: وفاء أجليد، منصور الفلاحي، عبد العزيز التواتي، كدليل على تنوع مواضيع الشعر وتيماته أو كما قال بول ايلوار " مهمة الشاعر أن يمنح الناس الرؤية" فالناس تبصر ولا ترى، وحده الشاعر من يرى فهو يرى ببصيرته الثاقبة... بالإضافة إلى تقديم فقرات موسيقية.
أما الشاعرة المحتفى بها فقد قدمت كلمة شكر للحاضرين والمنظمين وقرأت عدة قصائد من ديوانها على الحاضرين، وهي حبق وناريج/ أنت مرة أخرى يا زوربا / أنبئني / خيوط القمر.
وهنا قصيدة "أنت مرة أخرى يا زوربا"
أنت يا زوربا تشبه النجوم
تراقص لون الفراشات
تترصد ملامح النفي
يلامس صوتك بعضا من الحكمة
و قليلا من فيء النخيل
لن أغلق الباب،
النوافذ سأتركها مشرعة
للصنوبر أهمس: ذاك بيتنا الطيني من عهد سدوم
وأنسج الحكايات حدَّ اللهب
أنت مرة أخرى يا زوربا،
ترمي النرد
ترسم خارطة الوطن فسيفساء عشق
لك مطالع المعلقات أقرأها
وأبيع عمري بلا تأويل
بلا صخب
بلا عتب
أنت مرة أخرى يا زوربا خلف لوحة فان غوخ،
تتوسد عبيرا، متوهجا، متلهفا
نركض معا تحت مظلة وقت مسروق ...
الطائرات الورقية تشبهك
وتشبهني المناديل الورقية
وجهان نحن يا زوربا
نسرق الخبز الجاف من الأفق
نشوي الأحلام بعين الشمس
مرة أخرى يا زوربا، لن نذبح الأمنيات ....
الأمنيات ستنمو كلبلاب
ستكبر، وتطول كخيزران ممتد
زوربا، شهي أنت كفصل الربيع
لا تهدأ نبراتك
حروفك سمفونية السماء
عيونك شربت من حدائق بابل
ولك استسلمتْ غيمةٌ منسية
مرة أخرى أقول لك يا زوربا:
لنرقصَ على لغات الغيب
ولتتناسل في أشرعة الحنين
كل صباح ومساء
نغفو
ونصبح يا زوربا طائرين
يشدوان لحن الخلود.
اختتم الحفل بتوقيع الشاعرة مينة الحدادي، التي تقُود رابطة كاتبات المغرب باشتوكة أيت باها إلى جانب مهنتها كمدرسة بالثانوي الاعدادي، ديوانَها في جو الفرح والغبطة الذي ساد على محيا الشاعرة والمنظمين وكل الوافدات والوافدين على مكتبة كلترا فونتي.
متابعة كمال العود





إرسال تعليق
اترك.ي. تعليقا