![]() |
د. هاجر حسناوي |
إن حقيقة الوجود الإنساني تطرح سؤالا فلسفيا وهو من أنا؟ وما هو دوري الرئيسي في هذه الحياة؟
إن السبيل الأسمى لفهم الذات الإنسانية هي الاستجابة لحقيقتك الطبيعية، والتي تتميز بالوجود المادي والمعنوي، وما دمت على قيد الحياة فأنت مطالب بفهم ذاتك بالشكل الذي يتوافق مع رغباتك، وميولاتك وأفكارك وأفعالك التي تعبّر عنك بقوة.
فانتماؤك لذاتك هو شعور حسي إيجابي يمنحك قوة داخلية للاستمرار، ويمنحك رغبة كبيرة في العيش والإدراك والفهم والتعلم والانضمام، فما دمت تفهم حقيقة انتمائك لذاتك فأنت تستطيع أن تكوّن ثقة كبيرة بالنفس، وتحافظ على البنيان النفسي الرصين، وتستجيب لركيزة الاستقرار النفسي.
إن التصالح مع الأنا ما هو إلا نتيجة إلى فهم طبيعة الانتماء لذاتك، أو بتعبير أدق "ذاتك" هي أول ما ينبغي الاهتمام به فكريا وروحيا ونفسيا واجتماعيا، حتى لا تكون مدفوعا بآراء وأفكار وأهداف الآخرين، ثم إن الاشتغال على الذات الإنسانية ليس بالشيء السهل أو اليسير، ففي لبها وعمقها تحتاج منك إلى مراحل مترابطة تستطيع من خلالها أن تكوّن علاقة وطيدة مع وجودك الحقيقي.
أتسألني عن نفسي وهي مرآة عيني
أتسألني عن فطرتي وهي دواء وجودي
أتسألني عن روحي وهي وقود ذاتي
فلماذا تسألني؟
وأنا إذا تربعت على عرش نفسي أحيرها
من فرط تقديري لها وغضبي على من أذاها
ففي جوفي شوق يبحث عني في ثنايا كلماتي
قبح الكلام أصعب من قبح يليه سيل الدم
أنا ولنفسي وفاء تعيه أذن المستمع
فمن طباعي أختم للعدو لذة...
وقبحا كان يحمله لي
فالقوة طبع وأنا من طبع القوة
رافعة رأسي ببهاء والزهر يطوف أمامي...
مجلة فن السرد | زوايا
إرسال تعليق
اترك.ي. تعليقا