تكنيك الكتابة في القصة القصيرة | مصطفى لغتيري

الكاتب: مجلة فن السردتاريخ النشر: عدد الكلمات:
كلمة
عدد التعليقات: 0 تعليق

 

تكنيك الكتابة في القصة القصيرة | مصطفى لغتيري

كانت القصة القصيرة وماتزال فن تكنيك الكتابة بامتياز. إذ سرعان ما تظهر فيها عيوب الكتابة القصصية، عكس ما يحدث في الرواية مثلا . 

وبالتالي تكشف هذه القصة قلة خبرة الكاتب إن لم يكن متمكنا من أدواته. لهذا لا يتألق فيها إلا قلة من الكتاب المميزين.

ونتيجة لذلك ، فمكانتها _أي مكانة القصة القصيرة _ في الوطن العربي وفي العالم، لا يمكن إلا أن تبقى راسخة، خاصة لدى تلك القلة من القراء النموذجيين الذين تستهويهم القصة القصيرة بفنيتها الإبداعية العالية. والتي قد عرفت كيف تجدد نفسها عبر الزمن القصصي، انطلاقا من الرواد ك (تشيخوف A.Tchekhov ) و (موباسان G.Maupassant) و ( إيدغار ألان بو Edgar Allan Poe) الذين أرسوا قواعدها المعروفة من بداية، ووسط، وعقدة ونهاية.

والقصة معهم بدت أكثر ميولا نحو الواقعية والعقلانية في تفسير الأحداث، ومرورا بكتاب مبدعين جعلوها تنفتح على الحلم والفنطستيك والغرائب. وما تجربة الواقعية السحرية في أمريكا اللاتينية ببعيدة عما نتحدث عنه. وانتهاء بموجة إبداعية استثمرت في كتابة القصة القصيرة ما يسمى ب " الميتا- قصة" أي أن القصة تتأمل نفسها وهي تنكتب، فكاتبها يدخلنا معه إلى المطبخ الذي يعد فيه قصته ليطلعنا على أسرار الكتابة بشكل مباشر أو غير مباشر، ويكون ذلك داخل النص القصصي نفسه. 

كما أنها _أي القصة القصيرة_ أوغلت في الاختزال لدى كتاب بعينهم، فنتج عن ذلك جنس أدبي جديد وهو القصة القصيرة جدا، الذي مازال هناك من يعتبره امتدادا للقصة القصيرة أو تنويعا عنها. 

لكن هناك من حسم أمره واعتبرها جنسا أدبيا مستقلا بذاته ومنفصلا عن القصة القصيرة. 

كما أن هناك مبدعين اهتموا بلغة القصة القصيرة فلم يكتفوا بالإبداع بها فحسب، بل راهنوا كذلك على الإبداع فيها من خلال توظيف لغة تنفتح على أفق الشعر باستثمار المجاز بشكل مكثف، أو التلاعب باللغة من خلال التقديم و التأخير، وتنويع الصيغ البلاغية المختلفة.

 ولعل هذا التكثيف أو الاعتماد على المجاز الذي لجأ إليه بعض القصاصين، جعل القصة القصيرة في مرحلة من تاريخها تكاد تفقد هويتها. بل هناك من ذهب إلى الدعوة إلى كتابة عبر نوعية لا تعترف بالحدود مابين الأجناس الأدبية، لكن في رأيي أن هذه الموجة، سرعان ما أفلست بعد أن وعى الكتاب بأن في استمرارها إفقارا للأدب بصفة عامة. فنصبح كلنا أمام جنس أدبي واحد يتكرر عبر الزمن. وربما لهذا السبب عاد القصاصون إلى النصوص الأولى للرواد ليستلهموها، فتعاملوا نتيجة لذلك مع اللغة باعتبارها وسيلة يتم من خلالها بناء النص القصصي، الذي لا يخفى أن عموده الفقري هو الحكاية، ولبناته تتمثل في الشخصيات والأحداث والزمان والمكان...

مجلة فن السرد | زوايا

التصنيفات

شارك.ي. المقال

قد تُعجبك هذه المشاركات

إرسال تعليق

اترك.ي. تعليقا

ليست هناك تعليقات

2455631403162698945

العلامات المرجعية

قائمة العلامات المرجعية فارغة ... قم بإضافة مقالاتك الآن

    البحث