التفريغ العاطفي I لطيفة مناد

الكاتب: مجلة فن السردتاريخ النشر: عدد التعليقات: 0 تعليق

 

التفريغ العاطفي



 مآزق مريرة، والكثير من الأسى توغل في أغلب النفوس... وذلك نظرا للأحداث التي شهدها ويشهدها العالم في عصر العولمة؛ مما جعل الإنسان، يتعرض إلى الكثير من التقلبات المزاجية، ويخوض معارك شعورية؛ تترك في نفسه تراكمات كثيرة، وتؤثر في صحته النفسية والجسدية. فتراه مضغوطا متوترا وقلقا في أغلب الأحيان...وهنا برز دور التفريغ العاطفي أو التنفسي والتطهير الانفعالي لنستطيع من خلاله تجاوز الأزمات النفسية، وتحرير المكبوتات الشعورية بطريقة سليمة صحية.  

ويعتبر التفريغ العاطفي: عملية تحرير العواطف والمشاعر المكبوتة أو المكدسة داخل الشخص، بطرق غير مباشرة أو غير مؤذية. كما أنه وسيلة صحية لإخراج الضغوط العاطفية والتوترات النفسية...والهدف الأول منه هو تخفيف المعاناة النفسية، والألم الذي يستنزف طاقة الفرد، كما أنه يعمل على تحسين الصحة العاطفية والنفسية وتعزيز الشعور بالتوازن والسلام الداخلي، وبث راحة وليونة أكثر في التعامل مع الغير...   

وتختلف طرق التفريغ العاطفي، بعضها يمكن تطبيقه بشكل فردي أو جماعي، وبعضها يمكن لأي شخص تطبيقه، وهناك أشكال تحتاج إلى معالج نفسي. بعض هذه الأساليب تشمل: 

- الكتابة: كتابة مشاعرك وأفكارك في مذكرة أو يومية، يمكن أن يكون له تأثير تحريري وتخفيف للضغط العاطفي.
- التمارين الرياضية: ممارسة الرياضة البدنية يمكن أن تساعد على تحرير التوتر العاطفي وتعزيز الشعور بالراحة.
- التأمل والاسترخاء: استخدام تقنيات التأمل والاسترخاء مثل التنفس العميق والتصور الإيجابي يمكن أن يساعد في تهدئة العقل وتخفيف التوتر.
- الفن والإبداع: التعبير عن المشاعر والانفعالات من خلال الفن والإبداع مثل الرسم أو الكتابة، أو العزف على آلة موسيقية يمكن أن يكون مهدئا ومريحا.
- التواصل الاجتماعي: مشاركة مشاعرك وتحدث عنها مع الأصدقاء يجلعها أقل تأثيرا على النفسية.
_بالإضافة الى الصلاة وقراءة القرآن، لأنهما من أفضل الطرق لتهدئة النفس والوصول إلى السكينة. كل آية في القرآن تعزز الروح وتذكرنا أن الله أعظم من أي قلق أو ألم...

كما أنه هناك علاقة وثيقة بين التفريغ العاطفي وتقدير الذات. فعندما نتعامل مع الضغوط العاطفية، ونعبر عن مشاعرنا بشكل صحيح، فإن ذلك يؤثر إيجابيا على تقديرنا لأنفسنا. ولذا، يجب أن نلقي الضوء على بعض الطرق التي يمكن أن تساعد في رفع تقدير الذات :  

أولا، يجب أن نتعرف على أنفسنا ونحدد نقاط قوتنا. عندما ندرك قدراتنا ومهاراتنا الفريدة، تزداد ثقتنا في أنفسنا وتقديرنا لما نستطيع تحقيقه.
ثانيا، يجب أن نقدر الإنجازات بغض النظر عن حجمها. حتى الإنجازات البسيطة تستحق التقدير. عندما نحتفل بتحقيق أهدافنا، نعزز تقديرنا لأنفسنا ونشعر بالفخر والرضا.
ثالثا، يجب أن نراقب الأفكار السلبية التي تعترضنا، ونحاول استبدالها بأفكار إيجابية. عندما نغير نمط التفكير السلبي إلى تفكير إيجابي، نؤثر بشكل إيجابي على تقديرنا لأنفسنا.

ختاما؛ يجب على كل فرد أن يأخذ مسؤولية الاهتمام بصحته النفسية بجدية. فالصحة النفسية ليست موضوعا يمكن التساهل فيه، إذ تؤثر بشكل كبير على أداء الفرد وإنتاجيته، وتؤثر أيضا على علاقاته في المجتمع. لذلك، يعتبر التفريغ النفسي ثقافة مهمة يجب تبنيها.

بقلم ذة. لطيفة مناد

مجلة فن السرد/ زوايا
التصنيفات

شارك.ي. المقال

قد تُعجبك هذه المشاركات

إرسال تعليق

اترك.ي. تعليقا

ليست هناك تعليقات

2455631403162698945

العلامات المرجعية

قائمة العلامات المرجعية فارغة ... قم بإضافة مقالاتك الآن

    البحث