حِصاري أم إنتصارُك
دَعْ هَذا الثقبَ
في صَدرِيْ مَفْتُوحاً على إتِسَاعِ الحَقيقةِ ، منهُ يتسَّربُ لِروحِي ضُوءُ
القَمرِ ، من خِلالهِ أَرَى الطَريقَ إلى الخَلاصِ قَبلَ أن يَشْتَّدَ مَطرُ
النارِ ، أَعطِني رُزمَةَ الرَسَائِلِ التي كَتبتها ذاتَ حَنينِ و لمْ تَصِلْ ،
فَأَنَا أُريدُ لو أَضمُهَا ، قَد تَتضِحُ الجاذِبيَّةُ لِي ضُوءاً ، و يَطيبُ
لِي قَلبِي الفَارِغُ النَبضِ ، أَحملُهُ بِيَديَّ و نَحوَ صُندوقِ الرسائِلِ ؛
أنسَحِبْ .
إنِي اكتَشفتُ مِن
مَكَانِي أنّكَ لَنْ تستقيلَ عَن حُبِيْ ، أراكَ تَصحو كَيْ تُحَيَي المَوتَ
مُتَلَثِماً بِعلمِ البِلادِ ؛ فيهابَكْ!
أَصبَحتَ تُجيدُ رَسمَ خُطَةٍ تَليقُ بالهُجومِ
.. ذَلَّلتَ السِياسَةَ بالرَفْضِ ، اعتناقُ الدُبلوماسيَةَ ليَسَ غَايتَكَ ،
مَحضُ عَزاءٍ أَقامَت مَرَاسمُهُ الطُقوسُ .. هَذا اعتبارُكْ .
تذَكر يا عزيزِيْ و
أنتَ تُشْعِل فَتيلَ المُعجزةِ ، إنَّ عَقيدَتِي حُبٌّ خالِصٌ للأرضِ .. فاكتفِ
باستعادَتها عن العَالَمينْ .. ؛ فِلَسطينْ .
لَيسَ ما أحملهُ
فِي يَدِي وَثيقَةٌ تَحمِلُ حروفَ اسمِي و رقماً مَجهولَ البُرهانِ لا تطالُهُ
مُعادَلةٌ أو سَببْ ، هذا قَلبِيْ أحمِلهُ ؛ أقيِّدُ فيهِ عدَّادَ البُكاءِ و كَم
مرَّةً احتَجتُ لنبضَةٍ تُأكِدُ أننِي لا أزالُ على قَيدِ الصُمُودْ ، و في
السَطرِ الأخير تُقرأ بِوضوحٍ مَواعيدُ نِسيانِيْ ، .. أنا مُدانَةٌ بلونِ أشجارِي
الشاحِبَةِ يومَ قطَّعوا أغصانَها بِحُجَّةِ صُنعِ بَيتٍ لِي جُدرانُهُ من خَشبْ !
نَهضتُ و لَم أجِد سَقفاً يَقينِيْ غارَةَ الكلامِ و كانَ غَضبِيْ الزِئبَقِيُّ
طَفلاً لا يَهابُ المخاطِرَ ، فَأحكمَت
القبضَةَ على الوَثائِقِ و العُهودِ ، حوَّلتها حَطبْ ..
هل ترَى حدوداً
موسومَةً بالزَهرِ خَلفَ البطاقَةِ التي علَّقتُهَا فِي عُنقِيْ مفتاحَ دخولٍ فِي
مطبَخِكَ لتقدِّمَ لِي طَبقاً ليسَ مُفضَّلْ ! و إني الصائِمُ أبدَ الدَهرِ ...
هذا نوّارُ ليمونٍ سَيتقتبِسُ من بَراءَتِيْ مَشهداً كَي يَصنعَ مِن مَواثيقِ
ادعائِكَ رَفْضَاً يَليقُ بِيْ ، إنِيْ أرَى فِي عينيكَ ذهولاً بَنَى لرِفعتهِ
سقوطاً أجِلاً .. مهِّد لسؤالِي لَك جواباً واحِداً ، و أجبِنِيْ .. أينَ
المدينَةُ و البَشَرْ ؟
هذا حِصارِي .. أم
انتصارُكَ ؟
إن كانَ حِصارِيْ ،
فدَعنِي أخبُركَ أننِي أكبَرُ من أن تحاصِرَ قِصَّتِيْ أو توجِزَ الحِكايَةَ
بنِهايَةٍ من صَنعِ يديكَ .. ليسَ هُناكَ مُختصَرْ !
إن كانَ
إنْتِصَارُكَ ؟ فَهنيئاً لكَ سَتموتُ القَصَائِدُ في مَنَاقيرِ العَصافيرُ ، وَ
يَجِفُّ الزهرُ على سِيقَانهِ .. لمْ يَكُنْ لَه عِطرٌ .. وحدَكَ المُلامُ
بالشَّرِ و الشَررْ ..
مهلاً .. دَعِنِي
أُخبِرْكَ الحَقيقَةَ قَبلَ أن تُكمِلَ حَياتَكَ الطاعِنَةَ بالموتِ ؛
هذا انْتِصارِيْ .. وَ حِصارُكَ ..
مجلة فن السرد/ محاكاة
إرسال تعليق
اترك.ي. تعليقا