في هذه الحياة، لدينا خياران فقط لا غير؛ إما أن ندخل حلبة السباق، أو نبقى جامدين ضمن لائحة المتفرجين،
وأنا اخترت مذ زمن بعيد، منذ الليلة التي غاب فيها القمر، وتغيرت حياتي إلى الأبد، أن أدخل الحلبة غير مبالية بالسقوط الذي ينتظرني، فأنا امرأة تجيد رسم مُخططاتها كما تجيد رسم خط الأيلاينر فوق جفنها.
لم أتبع أي تيارات
رائجة، بل حاولت خلق تيار خاص بي ويميزني عن باقي المتسابقين، لم ألمح أي شيء
يدفعني للاستمرار إلا أني اكتشفت أنه كلما بَذَلت مجهودا أكثر، كلما كانت النتائج مُرضية
أكثر، ولكي أصل إلى النور، لا بد أن أعبر الظلام، لم أبك يوما أو أتحسر على أي فرصة
ضاعت من بين أناملي، فالحياة مليئة بالفرص التي تُعوض، فكل يوم هو فرصة لنا لأن
نعيش الحلم الذي نبتغي ويوقظنا في منتصف رغباتنا، كما أن مصيرنا نكتبه بِمِداد
عزيمتنا على ورقة إصرارنا.
أصبحت لدي قناعة كبيرة أن الانسان خالد بفضل أفكاره التي يغرسها في الطرقات لتُزهِر حياة المارِّين، ونحن مجرد نجوم في سماء الآخرين نسطع لبعض الوقت، ثم نندثر وكأننا لم نكن أو نُخلق من قبل، فكلنا زائلون.
ليلة غاب فيها القمر
خاطرة
سهام محجوبي
إرسال تعليق
اترك.ي. تعليقا