آمال صديقي من الجزائر | مشاتل

الكاتب: مجلة فن السردتاريخ النشر: عدد التعليقات: 0 تعليق
مجلة فن السرد



  
مشاركة لآمال صديقي من الجزائر

حين أوغلت أصابعي النحيلة داخل كفك شعرت بشيء ضاع مني منذ الغفوة الأولى قد عاد ليحيا بداخلي... شعرت بالحياة تنبعث من كل الأرمدة القديمة، وترسم لي في الأفق دربا من صبا، دربا لأنبض فيه آخر مرة، ورأيتك هناك... في الضفة الأخرى تمد يديك نحوي ومن عينيك شعّ العمر الذي سُرق منا، اقتربت أكثر كي أرى وجهي داخل عينيك لكني لم أره، بل طفت على الأحداق انكسارات العمر وبعض من أحلامنا الهشة التي نسفتها أول عاصفة.

''تراك تستفيق ياقلبي''  
ينكمش بداخلي الحقد الدفين كلما نظرت إليك وأنت ممدد خلف الزجاج، تنتظر من الحياة أن تهبك فرصة ثانية لتعتذر منها عن كل خيبة أشعلت فتيلتها وتشممت دخان الأسى فيها، وتعترف أمامي بكل الحرائق التي أضرمتها داخل قلبي. 
''كفاك يا أسمري الحبيب، ليس الوقت مناسبا للرحيل، مازال أمامنا متسع من الصبا والأحلام، والحب كي نحياه بعيدا عن ضجيج الهزائم المتكررة''
   أتضرع لله في غفوتي وصحوتي وسجودي، في طهري وفي لحظات التماهي مع السماء أن يقيك الرحيل إلى الضفة الأخرى...
   أنا وطيفك، وكل من كان حولي، وحولك ومن كنّ معك قبلي وبعدي، كلنا رفعنا أبصارنا بالدعاء كي لا تنطفئ ... لكنك انطفأت.
   عبثا حاولت أن أخفي تلاشي الحياة بداخلي، حاولت الصمود لكني تناثرت أمام رحيلك ذرات حزن، لم أصمد كي ألملمك وأعيدك إلى حضني وأغفر لك كل الأذى والخطايا المتكررة، فلا شيء يضاهي مرارة الفقد... لا شيء.
المقطع من قصة  ''فقد''
آمال صدّيقي/ الجزائر

التصنيفات

شارك.ي. المقال

قد تُعجبك هذه المشاركات

إرسال تعليق

اترك.ي. تعليقا

ليست هناك تعليقات

2455631403162698945

العلامات المرجعية

قائمة العلامات المرجعية فارغة ... قم بإضافة مقالاتك الآن

    البحث