 |
| المبدعة شيماء عبد المجيد/ مصر |
ذنب أم سكن وحياة؟
يقولون إنه إثم وذنب ومنه يستتاب، وقد يقولون صدقًا؛ ولكن الذنب يميت ويقهر ويُورِث النفس ذلاً.
فأنى لذنب أن يهب حياة ويُورِث عزًا واستحقاقًا وثقة، أن يكتب حلمًا وصفحة جديدة يخط سطورها الأمل بدلا من الألم.
أيستطيع أن يزرع أمانًا تاقت إليه النفس يومًا، ويُسكِن رياح الاغتراب والحيرة ويحيلها معرفة ويقينا بالنفس!
كيف لذنب أن يخلق منك إنسانا آخر؟ أكثر حبًا وإشراقًا يسع العالم قلبُه، فقد خرج من إطار نفسه وصومعته لاتساع العالم؛ فالذنب قيدٌ وأغلال و الحب حرية.
الذنوب أثقال على أصحابها وقلبٌ أظلمَ فضاق.
فأي ذنب في قلب استوطن فأضاء واتسع، وروح سكنت لروح؛ فهل يمكن لقلب أن يتعقل ولروح أن تأمرها فتتبع أمرك؟
فأي ذنب يتحمله جسد واهن لا حيلة له! وعقل يتحمل معركة وحده.
يقولون ذنب!
أوليس في بعض الذنوب باباً لتوبةٍ أبدية، وسبيلا لحياة وميلاد جديد، واكتشاف لحب سرمدي باق.
يقولون هو عمىً!
فكيف يكون عمى وهو ما يجعلنا نبصر أنفسنا والعالم حولنا بعد عمر عشنا فيه على كف البصر.
يقولون جنون!
أوليس في بعض الجنون حياة وفن وإبداع.
قالوا كثيرًا ولكن
لو أن في سكون الروح ذنب والتبصر عمىً والحياة جنونًا، فأنا أريده ذنباً لا يغفر وعمىً لا أبرأ منه وجنونًا دائمًا.
مجلة فن السرد | مشاتل
إرسال تعليق
اترك.ي. تعليقا