كلمة المهرجان
(لم سؤال السرد والهوية؟)
كان السرد ولا يزال فضاءً رحبًا لاستنبات هويّة تلفظيةٍ للذات المتكلمة في الخطاب، وامتدادًا موسَّعًا لبناء هويات أخرى، بل إنَّ السردَ مصدرٌ من مصادر المعرفة بالذات،والعالم، والأشياء من حولنا، لذا نلفي بينه وبين الهوية تواشجًا متينًا، لاسيما أنَّ الهوية السردية يمكن عدُّها مفهومًا يتحقق من خلال التقاليد اللغوية التي ينقلها السرد. وبهذا المعنى تكون هوية الذات، والآخر، والأمكنة، وغيرها، موجودةً في السرد؛ الذي يسعى دومًا إلى تسريد الخواص الدائمة للفرد والجماعة، بصيغة معروضة أو مقولة، وبطريقة صريحة أو ضمنية.
من هذا المنظور يروم المهرجان العربي للسرد بمراكش أن يحتفي في هذه الدورة العاشرة بمفهومي السرد والهوية، عبر مدارسة إشكال العلاقة بينهما ومقاربة الأسئلة المركزية المتفرعة عنها، من خلال عقد عدة ندوات علمية.
ستوجه الندوة الأولى عنايتها إلى تقريب القارئ من دلالات مفهومي السرد والهوية في تصورات نظرية غربية وعربية، وإبراز حدود العلاقة بينهما.
كما ستحاول الندوة العلمية الثانية، مناقشة جملة من الإشكالات المتصلة بالسرد المغربي ودوره في بناء الهوية المغربية، ومن جملتها:
هل الخطاب السردي في المغرب ينشغل ببناء الهوية المغربية؟
ما نوعية الهوية السردية وتجلياتها في الخطاب السردي المغربي؟
ما الأبعاد الثقافية والإقناعية التي يسخّر السردُ استراتيجياتِه الخِطابية لتحقيقها؟
أما الندوة الثالثة فتتجه إلى مساءلة بعض التجارب السردية المغربية من منظور حضور الذات والهوية في خطابها، وسيكون منطلقها مبنيًّا على عدة إشكالات، منها:
كيف يمكن للسرد أن يتيح للمتكلم مساحة لبناء هويته الذاتية؟
ما المداخل الكبرى التي يركز عليها السرد المغربي لبناء هوية تلفُّظية عن المتكلم في الخطاب؟
كيف يبني المتكلم هويته الذاتية والجماعية في الخطاب السردي المغربي؟
عن اللجنة المنظمة
د عبد الواحد البرجي
مجلة فن السرد|متابعات
إرسال تعليق
اترك.ي. تعليقا